Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Said El-Maghrebi

Said El-Maghrebi
Publicité
Archives
17 janvier 2009

استجواب سعيد المغربي مع القدس العربي

السنة العشرون  العدد 6078 الاربعاء 17 كانون الاول (ديسمبر) 19 ذو الحجة 1429 ه

القدس العربي

AL-Quds AL-Arabi Volume 20 - Issue 6078 Wednesday 17 December 2008

AL-QUDS AL-ARABI 12

 

سعيد المغربي:

أغنياتي ترددت في السجون والمظاهرات والإضرابات

وحملات التضامن مع فلسطين،

غنيت للحرية والمقاومة

وهموم البسطاء والمسحوقين.

بروكسل ـ 'القدس العربي' ـ من عبد المنعم الشنتوف

يعتبر الفنان سعيد المغربي واحدا من الوجوه الهامة في تاريخ الأغنية الملتزمة العربية. شكل بمعية الفنان المصري الشيخ إمام والفنان اللبناني مارسيل خليفة وآخرين تمثيلا لتجارب جمالية تختلف من حيث سماتها ومكوناتها وطرائق اشتغالها. وعلى امتداد أزيد من ثلاثين عاما تمكن سعيد المغربي من أن يغني للحرية والمقاومة وحقوق وهموم البسطاء والمسحوقين وأن يراكم من ثم إرثا متميزا اشتمل على محطات أساسية. وفي عام 1981، لجأ الفنان والمغرب يعيش حمى سنوات الجمر والرصاص إلى فرنسا ليقيم فيها. وفي عام 1994، قرر إثر صدور العفو الملكي في حقه تطليق المنفى والعودة نهائيا إلى المغرب. حصل الفنان على شهادة الدكتوراه في الموسيقى من جامعة السوربون في باريس، ويعمل حاليا أستاذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني بمدينة المحمدية.


التقيناه في بروكسل على هامش مشاركته المتميزة في مهرجان موسم، وكان الحوار التالي.



إذا كان لكل تجربة جمالية سياقها التاريخي والاجتماعي والثقافي، فإنني أرغب في البداية أن أطرح عليك هذا السؤال: ما هي الشروط التي حكمت اعتناقك للأغنية الملتزمة باعتبارها تجربة جمالية؟


أنا لم اعتنق الموسيقى بل هي جزء من كياني، عندما أدركت منذ بداياتي الأولى، إنني مسكون بها، بحث أصبحت تؤثث مجالي الخاص وأضحت تعنيني بالدرجة الأولى فاستهوتني الأصوات. ومنذ ذلك الحين وأنا أحاول اكتشاف جوهر هذه الأصوات والأنغام وأعمل جاهدا على تركيبها وتنسيقها كما يحلو لي، وكأنها سر من أسرار وجودي العضوي. إنني لازلت اعمل على تفكيك خباياها بل خباياي. مآل هذا الارتباط الروحي بالموسيقى هو الأساس الطبيعي الذي أسست عليه تجربتي الفنية مند لحظاتها الأولى ودون سابق إنذار. أغنيتي هي التي صنعت وبتلقائية أو بالأحرى بعفوية شكلها الجمالي، دون تعسف على مراد ما تبتغيه النفس. وسرعان ما اكتشفت بعد مدة من عناء الممارسة أن ما أقوم به، له جمال خاص وشكل خاص، ومراد أصبح علي أن أتحقق منه، وأحاول امتلاك إدراكه في سياق الإبداع العربي والمغربي ومحاولا أن أجد له تبريرا جماليا ونظريا يستوفيه على كل حال إنها لعبة ورهان يقوم على أساس تبريري أو محاولة لتأويل دائم ومتواصل للحد من قهر الوجود الطبيعي للأشياء علينا.

...الذين نشروا أو قالوا بنهايتي واهمون،

إنهم منذ البداية راهنوا على ذلك،

ولم يراكموا سوى ثقافة التدجين

وساهموا في الانحطاط الفكري لهذا البلد...


راكمت على امتداد مسارك الحافل تجربة متميزة لها نجاحاتها وإخفاقاتها. كيف تنظر إليها بعد انصرام ثلاثة عقود أو يزيد على بدايتها؟
في بداية الأمر لم أكن أدرك أن المشوار الذي سلكته سيكون صعبا إلى هذا الحد. لم أكن أدرك أني سأكون، ضد نفسي، معارضا ليس فقط لنظام من القهر الاجتماعي والسياسي والثقافي وسيكون هذا شرط الانتماء إلى صف المشاكسين والمعارضين والمنبوذين. بل هذا الاختيار النبيل سرعان ما ستعترضه قوى همها الوحيد هو مناهضة الاختلاف الفكري والسياسي ومحاولة الاستبداد بالرأي والموقف، بتطلعات سياسية فجة ومتنطعة وملتبسة أدت في النهاية إلى قبر نهضة ثقافية عارمة عرفها المغرب منذ الستينات حتى بداية الثمانينات من القرن الماضي بطلها الدولة من جهة والأحزاب الموالية، التي أضنتها بطولاتها الجهادية، التي كانت تراهن على تقربها من السلطة دون خسائر وخدمة طموحات وأغراض سياسوية من خلال استباق ولائها المعلن، عبر مناهضة كل ما من شأنه أن يضعف وجودها وإستراتيجيتها. فكان ما كان، تعاقب خسارات نهجها من جهة وإسهامها المفرط في قتل المشروع الثقافي الشعبي والوطني. في صلب هذه المعادلة أصبح علي أن أقاوم، وبحذر، بطش تضارب المصالح بين نظام مستبد وأحزاب غير مبالية وغير مكترثة بالحركة الثقافة الواعدة والرائدة التي كانت سندا حقيقيا لتلك الحقبة، وشكلت بالتالي سندا حقيقيا لتجربتي الموسيقية وساهمت في انتشارها. داخل هذا المشوار الصعب لا أرى سوى النجاحات المتواصلة كوني لازلت في صلب مشواري والذين نشروا أو قالوا بنهايتي واهمون، لأنهم منذ البداية راهنوا على ذلك ولم يراكموا سوى ثقافة التدجين وساهموا في الانحطاط الفكري لهذا البلد.
كيف راهنت تجربتك المتميزة على الأفق التواصلي؟ هل اختلفت شروط واقتضاءات التلقي بين سياقات البداية بما اشتملت عليه من حصار وملاحقة وقمع وتضييق والسياق الراهن وهامش الحرية الذي أتاحه؟
 لم أراهن على شكل محدد في بداية مشواري سوى مخزوني الأولي الذي استعرت منه ما يكفي لتبليغ تجربتي بتوافق مع رغبة دفينة في قول الأشياء، لم أكن قادرا لصغر سني على التفكير فيها في بادئ الأمر ـ لكن سرعان ما سيطرح علي مشكل طريقة توصيل الخطاب الغنائي الذي كنت أحاول تأثيثه، فوجدت نفسي في سياق الأشكال الحضرية التي أنتمي إليها، والتي تنصهر فيها موسيقى الأرياف والموسيقى الوافدة والموسيقى الأصيلة هذا الوضع الاعتباري للمدينة، الذي هو شكل من أشكال اختصار المسافات الثقافية واختزالها، ساعدني على بلورة نموذج شخصي يستلهم وجوده الفني من كل هذا التداخل الكمي والكيفي في تعابير المدينة، لهذا مضيت، تفاديا لشر هذا العذاب ، في صنع ما يحلو من أغاني باللهجة المغربية والأغنية ذات النص العربي الفصيح والنشيد، كل هذا في أفق تواصلي متعدد بروافده وأبعاده الابستيمولوجية، هذا على مستوى الشكل. أما على مستوى المضمون الفكري أو بالأحرى السياسي فقد اختلف الأمر وخضع لمراحل متواصلة ومنهكة أدت في النهاية إلى نوع من الانفراج السياسي. وما الهامش الذي يعيشه المغرب الآن سوى نتيجة ايجابية لصراع طويل بين أطراف التغيير التي عملت في الخفاء وعانت ويلات الظلم بالضد من كل أشكال القهر والاستبداد. كل هذا وذاك انعكس في تجربتي الغنائية فكانت جزءاً و تعبيراً رمزياً على معاناة مرحلة بكاملها فهي بالأحرى محكومة بهذا القدر الاجتماعي والسياسي ـ أما السياق السياسي الراهن فهو يغري من ناحيتين فقد وفر إمكانية التصالح من الذات وهي على كل حال شرط أساسي لتوفير شروط المصالحة الحقيقية. وافسد التكتيك التآمري لكل أصحاب البرامج السياسية الذين عملوا في العلن، المتوافق عليه، لعبة المصالحة وأصبحوا غير قادرين على تدبير مرحلة الانتقال التي من المفترض أن تستفيد من هذا الانفراج ومن طموحات الملك الحالي العادلة والمستنيرة والنبيلة.

...ما يعرفه العالم الحالي من تلاقح ثقافي وفكري مباشر وغير مباشر،

أحدث فجوة عميقة في بنية مجتمعاتنا العربية الحالية،

مما انعكس على الخطاب الموسيقي والفكري...


  يسوقنا السؤال السابق إلى الحديث عن الشروط التي أطرت إنتاجك الجمالي. هل يسعك في هذا الصدد أن تحدثنا عن الشروط التي كنت تنتج وفقها مختلف نتاجات تجربتك الجمالية؟ وهل ما تفتأ هاته الشروط محتفظة إلى الآن براهنيتها أم طالها التغيير؟
طبيعة الأشياء هي التغير، نحن شعوب، عامل التغيير فيها لم يأت من داخلها، لأنها عجزت عن تحقيقه على مر العصور، نظرا لغياب عناصر التغيير في وجودها وبنياتها ونظمها الاجتماعية. الاحتكاك بالآخر وفر علينا تعب هذه المهمة. بحيث أن ما يعرفه العالم الحالي من تلاقح ثقافي وفكري مباشر وغير مباشر، أحدث فجوة عميقة في بنية مجتمعاتنا العربية الحالية، مما انعكس على الخطاب الموسيقي والفكري. عندما بدأت الغناء كان التواصل مع الآخر أساسا عن طريق الكتابة، وتأثيرها كان بطيئا مما ساعد على بلورة الأفكار وتوطينها ثقافيا، وسمح للفنان العربي من ابتكار أساليب محلية ذات بعد محلي وصيغ فنية محلية. أي أن التأثير الخارجي سرعان ما انتفى في الزمان وساعد على بلورة قيم محلية قادرة على الصمود. الآن نحن أمام سيادة أشكال دخيلة كلية، وتحتكم إلى سرعة زمنها الحقيقي، دون مرور عبر وسائط الفكر، متجاوزة بذلك حدود العقل والآفاق الإبداعية المحلية، فأصبحنا أمام وضع تاريخي يصعب فيه تمييز المحلي من شيء آخر، حتى لا أقول الكوني. هذا تناقض باختصار شديد بين مرحلتين، بين تلك التي كانت تعمل على خلق الأشكال وتراهن على بلورة مشروع محلي خاص وتمثيلي، وبين الوصفات الجاهزة التي يتصف بها العالم الحالي. إنها جريمة ضد الثقافات المحلية ونموها ودوامها . أما البديل لتجاوز هذا التضاد، فهو التسلح من أجل مقاومة الذوبان الثقافي والانسلاخ السهل الذي توفره الآن كل وسائل الاتصال. أظن أن العالم أصبح يعي خطورة هذا الوضع وأصبح ينادي بضرورة تحديث الثقافات المحلية والحفاظ عليها، كأساس لبلورة الاختلاف الثقافي كمشروع كوني وتقويته. أنا الآن بصدد التفكير في صيغ راهنية هاجسها كل هذا.

ثمة محطات أساسية في مسارك عرفت فيها تجربتك الفنية تحولات من حيث الشكل والمضمون تخالف من حيث درجة حدتها. هل يمكن الحديث والحالة هاته عن تحولات تستشرف درجة القطائع الجذرية أم استمرارية مدموغة بالوعي النقدي؟


الفنان لا يستطيع بتاتا القطع الجذري مع ما يميزه. وإلا أصبحت العملية الإبداعية عنده، كلعب عيال كما يقول المصريون. الفنان يعيش عصره بكل طمأنينة مع نفسه أولا، أي أنه في ذلك ينمو بشكل متواتر، ويختلف من حيث السرعة والنضج بين فنان وفنان. وهو على كل، مسار واحد معقد ومتداخل وليس للقطيعة فيه مجالا، كون العملية الإبداعية حسية وروحية أو رمزية وليست بالأحرى عملا علميا صرفا ، رغم تجليات الصنعة الظاهرة في شكله. وعليه، عندما أغني مضمونا ما ففي الآن نفسه أقوم بنفيه وتجاوزه. عملية النفي هاته ليست قطعا بل هي بالأساس ما يميز لحنا عن لحن ومضمون شعري عن آخر، وقضية عن قضية. في هذا المسار التطوري يصعب علي أن أحدد مكامن الضعف والقوة في تجربتي. كل ما أحاول أن أقوم به نقديا، هو مساعدة الآذان الصاغية على تًسَمُّعِ ما غنيت وليس سماعه، لأنني أعتبر ما قمت به لحد الآن هو عملية تجديد متواصل لخلق شكل فني مغربي أصيل، له فاعلية في رصد تحولات الأغنية المغربية وبلورتها من داخل نصها الموسيقى لتصبح تعبيرية تركيبة وذات معنى في بنائها، أي أن النص الموسيقي عندي هو عموما بناء درامي يتداخل فيه الأفقي والعمودي في عملية توليد موسيقي ونغمي مستمر ومتصاعد.

.

...حتى الجنود المغاربة المرابطين على حدود الصحراء المغربية

أغرتهم هذه الأغاني بحماستها وقوتها التعبيرية

فأصبحوا يرددونها من أجل رفع حماستهم الوطنية

ضد أعداء الوحدة الوطنية...


هل تحتفظ والحالة هاته بمسافة نقدية بينك وبين بعض انجازات تجربتك الجمالية؟


صحيح أن أغنية سعيد غيَّرَها الوسط الجامعي وأصبحت في قليل من الأغاني أكثر مباشرة في التعامل مع الكلمات التي هي كذلك ذات طبيعة مباشرة . لقد أصبحت أغنية استعجالية، شأنها في ذلك، شأن الوضع السياسي الذي كان هو الآخر استعجالي في القهر وقمع الحريات سواء منها الفردية أوالجماعية، فكنت في ذلك استلهم الأشكال والنصوص التي تعبر على الرفض وعدم الخنوع والصبر والتضحية والأيمان بأن صوت الحق لابد أن يستجيب يوما. أغنيتي هي أغنية الأمل المغربي الممنوع، لهذا رغم طراوتها وحِدَّتها التعبيرية في ذلك الزمان، أحبها الجمهور دون تردد وساعد على انتشارها الرائع، (إن كانت هناك شهادة تقدير تمنح للأعمال الأكثر تهريبا في العالم فستستحقها تجربة سعيد المغربي)، جميل أن يصنع الفنان تجربة يساهم في صنعها الجمهور ويستأنس بها في لحظات الشدة وما أكثرها وقتذاك. في تاريخ المغرب لم تردد أغاني سعيد إلا في الفضاءات التي كانت تظهر فيها قساوة تلك اللحظة التاريخية، من سجون، وتعذيب ومظاهرات وإضرابات وحملات تضامنية مع قضايا التحرر في العالم ابتداء بفلسطين حتى الجنود المغاربة المرابطين على حدود الصحراء المغربية الذين أغرتهم هذه الأغاني بحماستها وقوتها التعبيرية فأصبحوا يرددونها من أجل رفع حماستهم الوطنية ضد أعداء الوحدة الوطنية. المسافة التي بيني وبين إعمالي حققت عندي نوع من الاطمئنان يقوم على الدهشة والانبهار لمرحلة شكلت منعطفا حاسما في تاريخ المغرب السياسي والثقافي.


ما الموقع الذي يشغله سعيد المغربي في خارطة الغناء الملتزم العربي التي ضمت أسماء وازنة من قبيل مارسيل خليفة والشيخ إمام ؟ ما هي مظاهر الالتقاء والاختلاف التي قد توجد بين تجربتك ونظائرها؟


كثيرا ما أسأل عن هذه المقارنات، وقد قلت فيها الشيء الكثير عبر الصحف المغربية والتونسية. أتمنى أن يطرح نفس السؤال على مارسيل خليفة ليجيب كليا أو جزئيا عن موقعه في الغناء الملتزم ويخرج من تنطعه الشخصي رغم محبتنا له كفنان وأحد الرواد. أنا كمغربي ملتزم أقرب إلى الشيخ إمام في مقاربته الموضوعاتية وأقرب إلى مارسيل خليفة في بعض مقارباته الموسيقية أما من حيث الهم السياسي فكلنا غنى لقضايا الإنسان العربي، ويمكنني أن أؤكد لك أنني لست لا هذا ولا ذاك أنا مغربي حتى النخاع، وهمِّي الموسيقي هو بلورة هذا الانتماء خدمة للأغنية المغربية.

...الدولة، إن أرادت خيرا لتدبير الثقافي

يلزمها ويجب عليها أن تختار من يرعى الثقافة والفن

ويواصل ورش التنمية الثقافية في المغرب، من المقاهي المغربية،

حيث توجد الأطر الثقافية المهمشة والمبعدة قسرا...


هل يمكن القول بعد عودتك إلى المغرب عام 1994 وتطليقك للمنفى الفرنسي أن مساحة الحرية قد زادت بالنسبة لك باعتبارك مبدعا؟ وبتعبير آخر، هل استعدت قدرتك الكاملة في ظل العهد الحالي على التعبير الإبداعي؟


المسألة ليست مرتبطة بحقي الفردي في التعبير، بل في الحق المجرد الذي يمكن أن نلمسه حاليا في المغرب، المغرب يعيش أجمل لحظاته، في ما يخص حرية التعبير، بالمقارنة مع سنوات الجمر والرصاص. هذا يظهر جليا في الساحة السياسية والإبداعية المغربية ويظهر كذلك من خلال كلمات المجموعات الشبابية الحالية التي تتمتع بقسط وافر للتعبير عن آراءها الاجتماعية لدرجة أن الملك محمد السادس احتضنهم برعايته في مهرجان الرباط الأخير، وسلمت لهم هدايا باسمه، وهذا شيء جميل يعرفه الإبداع في المغرب برعاية الدولة. في ما يخصني الأمر مختلف ليس هناك منع معلن بحيث أحييت حفلات موسيقية وتم بالمناسبة تكريمي ليس فقط عن طريق المجتمع المدني المناضل بل من طرف مجموعة من البلديات في المدن المغربية، وهذا في اعتقادي علامة بارزة على التحولات الايجابية التي يعرفها المجتمع الحقوقي.
وفي نظري يجب توجيه النقد بل العتاب للذين امتهنوا الوصاية على الشأن الثقافي والإبداعي في المغرب، والذين استفادوا من نضالات الحركات اليسارية السابقة وعذاباتها، وتربعوا على عرش الثقافة ليعيثوا فيها فسادا بعدما افسدوا السياسي باسم المعارضة الموالية دون أي مشروع ثقافي ولا حتى سياسي. عشر سنوات من المحن الثقافية تكالبت على الشأن الثقافي واغتنت بفضله بمزايا لا تمت بصلة بتاتا بالمشروع الثقافي الأصيل الحداثي والشعبي الذي احتكم إليه اليسار السياسي والثقافي المبعد كلية، والمحارب من طرف شرذمة من الوصوليين. الدولة إن أرادت خيرا لتدبير الثقافي يلزمها ويجب عليها أن تختار من يرعى الثقافة والفن ويواصل ورش التنمية الثقافية في المغرب، من المقاهي المغربية، حيث توجد الأطر الثقافية المهمشة والمبعدة قسرا على المواكبة الفاعلة والموازية للتحولات التي يعرفها المجال الحقوقي في بلادنا.

.

...يجب توجيه النقد بل العتاب للذين امتهنوا الوصاية

على الشأن الثقافي والإبداعي في المغرب،

والذين استفادوا من نضالات الحركات اليسارية السابقة وعذاباتها...


ما هي العلاقة التي تحتفظ بها مع المؤسسات الوصية على الفعل الثقافي في المغرب؛ أقصد اتحاد كتاب المغرب ووزارة الثقافة؟
ليست هناك أية علاقة. لقد تم الاستيلاء على كل المؤسسات المؤثرة لقطع الطريق على كل ما من شأنه أن يفعل خيرا ثقافيا بارزا في البلد، وحسب فهمي فالمسألة مدبرة بالتأكيد وهي خطة محكومة تمت على حساب تراجع الفعل السياسي المدبر وتعويضه بفعل ثقافي لا يخدم حتى التطلعات الرسمية المعلنة لمغرب اليوم. أحمل المسؤولية كذلك للعنصر البشري في هذه المقاربة ولعدم قدرته على أن يكون بؤرة من بؤر التقدم الثقافي الطموح والواعد. أشير هنا أن هذا الارتباك في التدبير وغياب الفعل الثقافي سيُؤْذي حتما ما تتوق إليه الدولة السياسية الحقوقية والقانونية المنشودة. فالنخب المغربية الحالية هي جد متقدمة فكريا وإبداعيا على المؤسسات التي تدعي أنها تمثلها. انظر، مثلا جاك لانغ الفرنسي وما فعله في الساحة الفرنسية ومدى سخائه المعرفي والسياسي وطواعيته في تحريك الثقافة كفاعل مجدد في التنمية الثقافية والسياحية الفرنسية واندماجه الكلي كفاعل ومدبر لمرحلة لازالت ساطعة في فرنسا والعالم. نحن لدينا مجالا يجب استثماره ثقافيا وسينعكس كل نجاح ثقافي على المؤسسات السياسية والاقتصادية الأخرى.


هل يعتقد سعيد المغربي في قدرة الأغنية الملتزمة على الاحتفاظ براهنيتها وتأثيرها على المتلقي وحمله على تغيير عاداته الجاهزة والسلبية في الفعل والتفكير داخل المجتمع أم تراه يؤمن بحتمية تغيير أسئلتها وأفق توقعاتها وطرائق اشتغالها؟
الأغنية السياسية أغنية ليست أغنية دعوية أو تبشيرية، إنها أغنية تعبر عن واقع إنساني رحب، إنها عمل فني جاد، لا يقوم فقط على إثارة الحواس والتساؤل، بل هي انعكاس ايجابي للحياة ومدى تأثيرها في النفس . الإبداع عموما يقاس بعناصر ذاتية ونفسية وثقافية مما يمكن اعتباره خارج عن دائرة الزمن الآلي، وهو بهذا منخرط دوما وأبدا في الزمن الإنساني بكل معانيه السياسية والثقافية والاجتماعية.


ما من شك في أنك قد أحطت علما بالمصير المأساوي الذي عرفه الإرث الإبداعي والرمزي للمبدعين المغربيين الراحلين محمد شكري ومحمد القاسمي. وغير خاف في هذا الخصوص أن العلة لا تعدو كونها المنزلة البخسة التي تحظى بها الثقافة عموما في المغرب وغياب قانون يضمن حماية ما يخلفه المبدعون المغاربة من التلف والضياع وعبث الجهلاء والمرتزقة. ألا يساورك بعض القلق والخوف على الإرث الذي سوف تخلفه بعد العمر الطويل طبعا؟
أولا، وزارة الثقافة هي المعنية الأولى بمصير الإبداع والمبدعين وهي الساهرة على الشأن الثقافي وتأهيله في البلاد . إلا إنها ، في وضعها الحالي، غير مؤهلة فكريا ولا سياسيا للقيام بالدور المنوط بها، نظرا لغياب الكفاءة في عملها كوصية على الفن والإبداع وفي ظل غياب مشروع ثقافي واضح وحداثي وإرادي ستبقى دار لقمان على حالها.
أما في ما يخصني فالأمر مختلف جداً جدا. إنني أرى أعمالي أمام عيني في نفس الوضعية إن لم تكن أكثر من ذلك، كونها أغاني الشارع العمومي وذاكرة أجيال ولم يتقدم احد لأرشفتها وإعادة تسجيلها بشكل لائق.

 

Publicité
Publicité
29 septembre 2008

شاعر الأنوار العربية

بقلم: الفنان سعيد المغربي

يا شاعر الأنوار العربية...

سنغنيك دوما/ دوما/ دوما/

- امتدت روحك الشعرية امتداد الشمس على الدنيا لتضيء مقامات جغرافيتنا العربية من المحيط إلى الخليج/ وصلت عبر قنوات أجنحة الأنوار العربية/ وصلت حيث لم تصل القرارات والمؤتمرات/ تحدت كل القيود و الكوابل/ تحدت بطش السلطات/

- خرجت من المنبع قضية وانتهت حيث ينتهي خلود الأثر الإنساني/ في عبورها ملأت فضاء عربيا كان في حاجة إليها، ليمر عبرها ومنها إلى أقاصي القول السياسي والفكري والتعبوي/

كنا صغارا عندما تلقفنا قصائدك ، فأغرتنا أطفالا و كبارا، وعمقت لدينا انتمائنا إلى فلسطين والى المغرب /

- كل شيء فيها يوحي بأنها كانت تقصدنا في أقاصينا/ دون مبالغة، بعمق كعمق الفضاء و سهولة نادرة كالحرية الموؤودة/ كنت مثيرا، حالما كأساطير ديونيزوس الإغريقي، باعثا فينا معنى للمقاومة العربية ومنيرا ظلمة فضاءها العربي/

ارتبط درويش بالهم العربي، وتجاوز حينا بل أحيانا قضيته الأولى فلسطين لينشدنا قصائد تبعث فينا الأمل، وتغدي تعطشنا للحرية والكرامة ضد الذل والخنوع.

-         كنا وقتها كالذي يغني تطلعا وشعرا موجه إلينا نحن المغاربة/ نحن الحالمون/ ويحثنا على الصمود و الاستمرار والتحدي فغنيت من شعرك:

« إلى الأعلى حناجرنا

إلى الأعلى محاجرنا

إلى الأعلى أمانينا

إلى الأعلى أغانينا...

سنصنع من مشانقنا

ومن صلبان حاضرنا

قصائد كالنشيد الحلو

ثم نصيح يا رضوان

افتح بابك الموصود...»

- كان  شعرك قلعة و قوة ضاربة لكل نظام عربي ظالم ومفتري، فأحيى فينا الصمود والتضحية، وجعلنا نحس بأنك كنت تقطن حيا من أحياء مدننا المغربية  كحي بنمسيك أو الحي المحمدي بالبيضاء شأنك  في ذلك شأن الفنانين المغاربة والشعراء الذين أنتجهم هذا الفضاء الثوري. أحسسنا أنك تتكلم عن سجناء درب مولاي الشريف. لم تكن هناك مسافة بين دوريش و دراويش ذلك الزمان الموبوء. كانت قصيدتك مبدأنا. فعندما غنيت قصيدتك «نشيد للرجال» لأرسم ملامح بداياتي، لم أكن أعلم أن الطريق إلى الناس سهلا بفضل شعرك ومضمون كلماتك التي وحدت بيت القلوب العطشى والأحلام:

« سجين في بلادي

بلا أرض

بلا علم

بلا بيت ...

رموا أهلي إلى المنفى

وجاءوا  يشترون النار من صوتي

لأخرج من ظلام السجن

ماذا أفعل ؟

تحدى السجن والسجان

فإن حلاوة الإيمان

تذيب مرارة الحنظل...»

- العبور إلى فلسطين كان حتما يمر عبر قصائد درويش/ العبور إلى دواتنا حتما كان ولازال يمر عبر قصائدك، ليفجر مخزوننا لفلسطين وللمغرب. كان العبور إلى المغرب عبر شعرك/ عبر  تأوهات صوتك/  عندما نسمعك تنشد شعرك بنبرات  حنجرتك/  كان صوتك كافيا ليعبر إلينا مكتملا  كأنه أجراس ملائكية ممتلئة  بكل عذابات موسيقى الروح.

- مر على محبتنا زمن، كان كافيا لأعيد الكرة مستسلما، ولأستلهم من مقامات شعرك شيء من الألحان، مواصلا معك المعركة دون مجازفة، بتلحين قصيدتك «أنا آت إلى ظل عينيك»:

« أنا آت إلى ظل عينيك آت

من خيام الزمن البعيد

من لمعان السلاسل آت...

أنت كل النساء اللواتي

مات أزواجهن وكل التواكل

أنت العيون التي فر منها الصباح

حين صارت أغاني البلابل ورقا في مهب الرياح...

أنت بيتي ... أنت منفاي...

أنت أرضي التي دمرتني

أنت حزني وأنت الفرح»

- في كل مرة كان  يشدني الحنين في منفاي إلى بلدي المغرب، فلم أكن أجد أنيسا مداوما على إشباع خصاصي سوى قصائدك، حبك، رهافة حسك بالأشياء، حنينك الأبدي، فاخترت ما يليق ببعض لحظاتي قصيدتك « لديني لأعرف» لألحنها كاملة، فقط لأقول لك شكرا على تدفق عواطفك، ونبل مفرداتك، وعمق دلالات شعرك، وأن للنضال عاطفة غير مصطنعة، مفرطة ومتدفقة بالحنان والعطف :

لديني لأعرف في أي أ رض أموت

وفي أي أرض سأبعث حيا

سلام عليك وأنت تعدين نار الصباح...

أما آن لي أقدم بعض الهدايا إليك

أما آن لي أن أعود إليك

أما زال شعرك أطول من عمرنا

ومن شجر الغيم وهو يمد السماء إليك ليحيا...

لديني لأشرب منك حليب البلاد وأبقى صبيا على راحتيك

لديني لأشرب منك حليب البلاد وأبقى صبيا على ساعديك...

لديني... لديني...

لأمك أم ،

لتين الحديقة غيم

فهل أستطيع الرجوع

إليك إلي...

إليك إلي...

- آخر قصيدة لحنتها، دون استشارتك، لأنني أعلم علم اليقين أنك كنت سعيدا لتغنى وتلحن وتدرس دون استئذان/ لأنك الملك الشعري العمومي الذي شكل ولازال معبرا ثقافيا بامتياز لكل الحالمين بغد جميل يا شاعر الأنوار العربية سنغنيك دوما/ دوما/ دوما/ رحمك الله...

«علقوني على جدائل نخلة

واشنقوني فلن أخون النخلة...

هدي الأرض لي وكنت قديما

احلب النوق راضيا...

وطني ليس حزمة من حكايا

وليس ذكري...

وطني ليس قصة أو نشيدا

وليس ضوءا على سوالف فلة...

هده الأرض جلد عظمي وقلبي

فوق أعشابها أطير كنحلة...»

- سعيد المغربي

23 décembre 2006

lastscan15

23 décembre 2006

entretien

حــــوار مـــع الـــفــنـــان سعيد المغربي على هامش الحف الغنائي الذي أجرته جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان

أجرى الحوار أحمد بيوزان

س: من هـو سعيد المغربي ؟ ج- هو تجربة موسيقية جادة لمدة تطول عن ربع قرن من الزمن، تناولت مجموعة من المواضيع الاجتماعية والسياسية والقومية. ارتبطت بالزمن الذي ولدت فيه، ومادامت بعض تجلياته لازالت قائمة فهي واردة ودورها أساسي في هذه المرحلة بالذات. وللتذكير، فأول حفل جماهيري قمت به كان في المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط سنة 1976 إذن ثلاثين سنة من الغناء. س- ما مبعث هذا التصالح مع الذات وتفسير رجوعك للغناء؟ الوضع المغربي الراهن إيجابي ويشكل مرحلة هامة في مسار المغرب الذي تصالح مع ماضيه - والحب الذي اكتشفته عند الناس وعند مختلف الشرائح دفعني لأحمل عودي لأغني الماضي الجميل لأجيال حلمت ، وصودرت في حقها في الكلام - المجتمع المدني يناشدني بالرجوع لأغني أحاسيس مرحلة - وكلام مرحلة - وأنغام لها من العشق للوطن والشعب ما جعلها مستقرة في الذاكرة . س: هل يمكن القول أن سعيد الحالي تصالح مع سعيد الأمس ؟ ج- لم يتخاصم ليتصالح اليوم، المسألة فقط هي محاولة بعث عناصر قوة جديدة لمواصلة ممارسة قناعات لازالت راسخة وهي التصادم مع كل معوقات الإصلاح السياسي و الاجتماعي وبالخصوص الثقافي. المغرب الحالي هو في حاجة ماسة للذين ناصروا ودافعوا وضحوا من أجل مغرب ديمقراطي وطني حقيقي. مسألة الانقطاع عن الغناء لم تكن أبدا واردة، كل ما في الأمر أن عودتي من المنفى رافقتها ظروف جديدة أحالت دون مواصلتي للغناء جماهيريا، كذلك الوضع الفني في المغرب الذي لا يغري والغير المكترث. س- لماذا اختيار مدينة تطوان كانطلاقة جديدة؟ أحسست بإحساس عميق إزاء هذه المدينة العظيمة أولا لتاريخيتها - وأغتنم الفرصة لأوجه عتابا لبعض من نخبها والفاعلين فيها لتقاعسهم في تحيين مجدها الثقافي و السياسي، لأنها بالفعل تستحق ذلك، واعتبرها من ضمن أهم مدن المغرب العريق. أما عمليا فيرجع الفضل في انطلاقتي الجديدة لفعاليات المجتمع المدني الثقافي والحقوقي للمدينة من خلال جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بتطوان وأشكرهم على هذه الاستضافة النبيلة المناضلة والحفاوة التي استقبلوني بها وإيمانهم الراسخ بأهمية أغنية سعيد المغربي. س: كيف كان الحفل ؟ كما توقعته، جميلا كجمال ساكنتها، وفعالا في ملئ فضاءها بالغناء الجاد. لقد انبهرت شديد الانبهار بالإقبال الجماهيري الكبير الذي فاق كل التوقعات، والحماس السبعيني الذي طغى على الحفل فزاده سحرا و جلال – إنه بمثابة تعزيز وتقوية لروح المبادرة الجماهيرية أمام كل أشكال التخويف السائدة حاليا في الوسط السياسي المتقاعس. إنه عرض يغري ويبعث على التفاؤل لمناصرة الأفكار التحررية والطموحات التنويرية – حفل تطوان بالنسبة لي هو أحد التجليات التي من خلالها تظهر ساكنة المغرب المبعدة تواقة، ولها من الجرأة و القوة والأمل ما يحصن المكتسبات التي حققها المغرب في مجال الحريات ضدا على دعاة التخويف والترهيب والتشكيك في قدرة هذا الشعب على أن يكون حرا وحصنا مانعا ضد التحجر والجمود. أجدني هنا أتذكر بيتا من أغنية من أغنياتي المشهورة في فترة السبعينات التي تقول: الأرض كورة كتدور الكدام - واللي عليها لازم إزيد الكدام

            

31 octobre 2006

سعيد المغربي

سعيد المغربي و أغاني سنوات الجمر

"نشيد للرجال" لمحمود درويش"

جريدة الأحداث المغربية يوم الأحد 15 أكتوبر 2006

لم أكن بعد قد اكتشفت سر ما أنا بصدد التأثيث له – كنت وقتها أحبذ الغناء في البرامج التلفزيونية المخصصة للشباب كبطولة الأغنية المغربية و برنامج مواهب، بموازاة مع هوايتي الأولى المفضلة مسرح الهواة، حيث كنت أمثل وألحن أغاني المسرحيات – كل هذا سيتغير وبشكل تدريجي من خلال صحبة الأخ العزيز" بندريس الكاتي" الذي كان له الوقع الكبير في  تغيير مساري الموسيقي جذريا وتوجيهي نحو الأغنية الملتزمة – كنت وقتها عضو في فرقة غنائية تسمى "الرحالة"  وعضو في "جمعية شبيبة الحمراء" وشاءت الصدفة أن تتوطد العلاقة بيني وبينه، فأثمرت عن تلحيني لأول قطعة سأعرف بها والتي هي تحت عنوان "نشيد للرجال" للشاعر محمود درويش. كان هذا في صيف 1976. لم أكن أتخيل وقتها أنني سأغنيها أمام الجمهور. خشية على نفسي من عيون المخبرين رغم أن موضوعها هو حول القضية الفلسطينية وتفاصيله استجداء للمسيح يسوع  وللرسول سيدنا محمد عليهما السلام لتقوية الاستمرار وتعضيد مشروعية الصمود –لكن حدث ما لم يكن في الحسبان - استدعينا كفرقة مسرحية من طرف "جمعية طلبة مدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط" ووقت بداية العرض استرعى انتباهنا كون ممثلين لم يصلا بعد، فطلب مني بعض الإخوان بالجمعية  أن أغني  بعض من الأغاني التي اعتادوا سماعها مني حتى مجيء الممثلين. وقتها راح طالب من طلبة المدرسة ويدعي شبشوب وأعارني قيثارته فغنيت ولأول مرة ثلاث أغاني ملتزمة كنت لحنتها  بعد أغنية محمود درويش وهي نشيد للرجال – ببلادي   الكل حزين للأستاذ مصطفي مصطلح– وغن يا شعبي للشاعر صخر الفلسطيني. لقد كان لهذه المشاركة وقع  كالصاعقة عند الجمهور الذي غطى جنبات  مدرج المدرسة و الذي حبذ بقائي وألح على ذلك. هكذا كان لأغنية "نشيد للرجال" وقع علي حيث رسمت بدايتي الأولى في مجال الأغنية الملتزمة ووقع على الجمهور لاكتشافه ولأول مرة أغنية ملتزمة مغربية بل عربية ومن طينة المغرب موازية لتجربة الغيوان وجيل جيلالة . ومن حسن حظ هذه المشاركة أنها سجلت من طرف المنظمين لدرجة أن التسجيل انتشر بسرعة برق، فسبقني إلى مدينة مراكش قبل الرجوع إليها حيث كنت لازلت تلميذا بالقسم السادس ثانوي. هكذا عُرف اسمي من خلال أغنية جميلة للشاعر الفلسطيني محمود درويش:

نشيد للرجال

- ألو ألو

أريد يسوع؟

- نعم من أنت

- أنا أحكي من إسرائيل

وفي قدمي مسامير وإكليل من الأشواك أحمله

فأي سبيل اختار

أي سبيل؟

أأكفر بالخلاص الحلو؟

أم أمشي ولو أمشي وأحتضر؟

- أقول لكم أماماً أماماً

أيها البشر

أماماً أيها البشر.

♦♦♦♦♦

- ألو ألو

أريد محمد العرب؟

- نعم

من أنت؟

- سجين في بلادي

بلا أرض

بلا عَلم

بلا بيت،

رمَوا أهلي إلى المنفى

وجاءوا يشترون النار من صوتي

لأخرج من ظلام السجن

من ظلام السجن

ماذا افعل؟

تحد السجن والسجان

فإن حلاوة الإيمان

تذيب مرارة الحنظل

                     

Publicité
Publicité
22 octobre 2006

Mondialisation et universalité

Le Matin.ma

webmaster@lematin.press.ma                        

dernière mise à jour : 08 Septembre 2005, 17h04 GMT

Mondialisation et universalité

·                      Saïd EL-MAGHREBI

La mondialisation, proposée aujourd'hui, ne dégage pas nécessairement le sens d'universalité, aspect proprement accompli dans l'exercice coutumier des temps humains. En fait, l'homme ne visait pas, par ses actions et ses actes, une telle perspective ou plutôt n'en est pas conscient. Les peuples se sont retrouvés, dans leurs élans de découvertes et d'observations, face à des similitudes de raisonnements déterminant leurs réactions et leurs comportements.

Le constat de réaliser qu'il y ait des choses communes à toutes les sociétés et de pouvoir les reconnaître, par la suite, a tout changé. Cela a donné naissance à ce qui est conventionné d'appeler universel, admettant ainsi la suprématie de l'homme et justifiant une certaine ressemblance de l'ensemble de ses actes, partout où ils se trouvent. Jusqu'ici, rien n'empêche de désigner, ce qui est commun, d'universel, en opposition à ce qui est particulier et spécifique dans la démarche humaine.

La mondialisation a une connotation autre que le sens noble d'universalité. Car téléguidée afin de créer des situations favorables, suite à une fiction préalablement planifiée par quelques décideurs du devenir politique, économique ou industriel du monde, et ce, afin de confondre ce qui réside en nous (à caractère universel) et ce qui ne l'est pas forcément. Le but de cette opération, falsificatrice, est d'instaurer dans l'immédiat et la précipitation des types de connaissances et de comportements manquant de leurs qualités proprement universelles, dont l'impact, si lent et si tendre, s'est fait dans la durée des temps.

Forcer l'existence d'une chose ou d'une réalité, sans que l'espace d'en elle découle soit apte ou adéquat, est une aberration et prétentieuse thèse. L'aspect universel d'une chose ne résulte ni d'un acte volontaire des Hommes ni d'une action sociale voulue. Et elle ne dépendra pas, non plus, d'un exercice mental voulant rendre universel ce qui ne l'est pas par essence. Un acte humain universel est un état de fait accompli d'une façon ayant comme conséquence une représentation collective dont on ne peut guère définir ni le départ ni les acteurs et non plus l'initial formel matériel et immatériel employé. Ceci explique, bien entendu, l'apparition de plusieurs disciplines scientifiques ayant pour tâches de décortiquer les vérités intrinsèques que cache l'histoire cognitive et manuelle de l'Homme.

Un produit universel est celui ayant un caractère humain, ou issu d'une activité dont l'objet est de servir l'exercice lent de l'activité humaine à travers les différentes tâches qu'entreprenait l'homme et dont l'utilité est si liée à son existence, ou potentiellement ayant une perspective (commune) synonyme d'universel, sans le vouloir.

À titre d'exemple, une forme d'expression, tel le rythme, ou plutôt la mesure, fut réellement un des agents essentiels de la démarche humaine. Là où se trouve l'Homme se trouve une trame rythmique menant ses actions, ses expressions, mêmes articulées différemment, comme suite aux intuitions, aux émotions et surtout aux cultures de chacune des identités de groupes humains. Un instrument de musique exprime bien évidemment des sons, qui, en substance, sont universels. Sauf que, pour identifier ou plutôt localiser le genre et les mélodies exprimées ou les gammes usitées, il faudrait lui greffer un territoire humain délimité sur la surface terrestre. L'écriture, les expressions artistiques, les qualités de penser, de réfléchir, de créer, d'innover, de se distraire, de communiquer, de manger, de marcher, et de procréer les formes et les codes de conduite..., sont des spécificités ayant leurs qualités humaines et sont, par essence, universelles.

Le monde humain s'est partagé cet état de fait, sans que cela ait entravé sa marche et ses progrès. Ça a toujours été ainsi. Malgré les diverses progressions des modes de vie, l'humanité a pu échanger ses conceptions, ses cultures, ses nourritures même dans des rapports de force défavorables sans prétentions de ruiner cette diversité par l'unifier.

Le monde des civilisations, des nations, des sens, des notions, des croyances tendait toujours à cohabiter, faisant de la terre un carrefour humain plus distinct, mais joyeux dans sa diversité. Il faudrait rappeler que, ce qui a fait le monde c'est cette capacité de reconnaissance mutuelle des uns et des autres. L'œuvre humaine a toujours voyagé et transité dans le globe, en faisant seulement appel à un concept important celui de la fascination, destinée à convaincre. Je dirais bien fascination, car l'histoire, que nous avons héritée en ce qui concerne la diffusion des civilisations et du savoir, est pleine de renseignements sur le caractère impact de la diversification de la réalité humaine, donnant, suite à cela, plus de couleurs, de nuances et de reliefs à sa suprématie. L'expansion paisible, des cultures et des formes aussi politiques que philosophiques, religieuses que morales, fut un des vecteurs conventionnels de la démarche humaine. C'était un des attributs de l'universalité.


Mondialiser, dans le sens véhiculé aujourd'hui, c'est, modifier le parcours des identités et des cultures. C'est, unifier la désintégration. C'est, propager le particulier par le crime afin de forcer son universalité. C'est, résoudre le paradoxe qui faisait de notre monde un fait humain riche en complexité et divers dans son autonomie interne, par nous imposer une ligne de conduite et de soumission, tel un troupeau de moutons prédestinés au sacrifice au nom de l'unification, plutôt au nom de ce que les Américains appellent l'empire de la technologie globale (comme allure) afin de stimuler l'adhésion du globe c'est ridicule.
Nos Américains n'ont rien à perdre dans cette perspective. Leurs perceptions des anciennes civilisations du globe les complexent. Ils croyaient établir un monde à leur guise, sans âme ni coeur ni couleur que ce désastre répondu à tort et à travers pour façonner l'univers des hommes autrement, mais pas dans ses paramètres universels. Élargir l'utilisation d'une machine électronique où le savoir-faire qui l'accompagne, dans l'espace mondial, ne justifie en rien les visées de cette civilisation qui tue.

Les Romains ont propagé un mode de vie par étendre la fertilisation des terres méditerranéennes en blé donnant ainsi, sens nutritif à leur généreuse civilisation sans être sanguinaire, comme il l'est aujourd'hui la globalisation de la peur, dégénérée par ses Américains qui ne comprennent rien au monde, c'est vraiment barbare!...

                                                                                                saidelmaghrebi@yahoo.fr

22 octobre 2006

Au secours, on a gagné une guerre!

                                                 

Le Matin.ma

web.master@lematin.ma

dernière mise à jour : 13 Septembre 2006, 22h04 GMT

Au secours, on a gagné une guerre !

Voilà que nos temps des défaites nous ont réservé l'inattendue «victoire». Evénement rare, conçu chez nous comme synonyme de fierté nationale, sans plus. Car notre appréciation ne s'est guère améliorée depuis les siècles de prestige et aussi de fantaisie. Nos batailles sont juste un dispositif pour expulser le danger loin de nos frontières et nos territoires. Complexé par les victoires, on cherche humblement à faire savoir à l'ennemi la justesse de notre action contre lui, sans suite. Même défait, repoussé, le vaincu aura une considération particulière, ce qui fait que nos guerres sont plutôt de sages exercices de paix et de repli - gagner c'est s'éloigner - sans prétention ni perspective, sans gain ni butin.



Gagner c'est s'éloigner,

sans prétention ni perspective,

sans gain ni butin.


Pour nous, musulmans, les victoires ne sont pas des propulseurs de dynamique sociale afin de créer des conditions nouvelles, susceptibles d'être un réacteur de progrès économique et politique de nos sociétés. Elles ne sont même pas un acquis territorial ou une suprématie régionale. C'est juste une opération de surcroît que la nation doit surmonter pour préserver et conserver ses symboles et leurs prédestinations. Nous n'avons jamais mené une guerre parce que nous l'avions voulue. Elle est toujours pour nous une réaction pour défendre nos acquis de «loi naturelle» défendables dont la revendication est, plutôt pour nous, légitime ! Nos guerres, au niveau interne (contre soi-même), étaient menées par nos régimes. Soit pour abuser de leur pouvoir afin d'extraire des populations leurs subsides et renflouer les poches des Sultans et leurs gouverneurs. Soit pour neutraliser des révolutions ou des mouvements de protestation contre la gestion politique, commerciale ou économique du pays.
Ou enfin, pour des manœuvres politiques menées afin de préserver le dogme et la soumission. Tout cela n'était accompagné d'aucune politique de réforme ou d'aménagement ou encore de restructuration ou de progression. Nos guerres, au niveau externe (contre l'étranger), étaient aussi des guerres de défense, sans prétention. Youssef ibn Tachfine avait gagné, depuis l'aube de l'ère andalouse, une majestueuse guerre sainte en terre européenne (az-Zallaqa - 1086), ce qui est phénoménal, sans plus. Rien n'était planifié en dehors de l'établissement de l'État marocain sur le territoire andalou. De retour au pays, il consomma le quotidien, mena des harkas notamment, là où il y avait révolte ou mécontentement, afin d'apaiser le désordre général dans son Empire. Salaheddine al-Ayyoubi n'a pas fait mieux. Il remporta une grande guerre sainte (Hattîne - 1187) contre les déshérités européens, afin de préserver les lieux saints, sans stratégie cependant pour résoudre le problème une fois pour toutes et imposer le droit du vainqueur comme il fallait dans de telles situations.
Les Saâdiens, encore, gagnèrent une des grandes guerres du Maroc contre le Portugal (Wâd el-Makhazin - 1578). La défaite de celui-ci est épouvantable.
Le pays «sur lequel le soleil brille constamment» perd la guerre et aussi son Roi, également son indépendance vis-à-vis de l'Espagne, seul vainqueur stratégique. Car il profita, sans le savoir, de la faveur que lui faisait le Maroc qui, une fois de plus, laissa échapper les moyens de se montrer au monde et de s'imposer comme une force nouvelle mondiale. Il n'a pas su profiter des retombées de cette victoire, pour élargir ses ressources économiques et territoriales sur le détroit de Gibraltar. Mais malheureusement, cette donne n'entrait pas dans ses calculs. Elle n'a été profitable que pour entretenir ses arguments, étant un pays souverain, garant d'un passé passif, sans relief et plein de remous.

Notre héros du moment (Hassan Nasrallah - 2006), fait preuve de grand tacticien. Meneur d'hommes honnête et clairvoyant, il a constellé nos jours à défendre le territoire du Liban, bombarder Israël et sortir vainqueur de la guerre, sans plus. Car le Liban a été complètement détruit, dévasté. Mais peu importe, il a pu se tenir debout, la tête haute, face à deux grandes puissances militaires mondiales les USA et Israël. Mais malheureusement, notre héros doit offrir sa victoire aux autres parties de la nation libanaise qui ne l'ont pas méritée. Car démissionnaires, livrant le Liban à l'incertitude, corrompus de ne pas combattre, même par les mots. Spécificité libanaise, tout le monde gouverne. Mais pour gagner les guerres, il faut juste un parti, Hizbollah, juste une personne, Nasrallah. On l'entendant commenter sa victoire, sans prétention ni attitude de confiscation du pouvoir à ceux qui n'ont rien fait, sauf parasiter l'épreuve de la guerre et attendre sa fin pour encore parasiter et semer le doute. Quel particularisme bizarre libanais, minimisant un exploit historique, que de préserver la souveraineté aux seuls Libanais ! Il est trop sage, notre héros Nasrallah. Il demandait aux dirigeants arabes, au début de la guerre, de se taire et de juste l'oublier. Car capable de son pari. Quelle humiliation!  Mais après l'avoir gagné, il l'a perdu quand même. Puisqu'il offre, sa victoire, sur un plateau et gratuitement, à ceux qui ne désirent ni perdre ni gagner. Ils veulent seulement la paix, reconsidérée cette fois-ci par cet ennemi éternel, celui auquel nous avons toujours fait comprendre que nous voulions vivre en paix, sans plus.

Merci Nasrallah de nous avoir montré nos limites, de ne rien changer dans nos habitudes et de ne revendiquer que la satisfaction de nos âmes blessées.

Publicité
Publicité
Publicité